رسالة مدير عام معهد إدوارد سعيد الوطني للموسيقى

اعتاد معهد إدوارد سعيد الوطني للموسيقى على تقديم مخرجاته للجمهور بصورة ولفتة مشوقتيْن تشدان الجمهور، لكن المعهد واجه تحديات غير مسبوقة خلال الفترة الماضية، بداية بقضية التمويل المشروط الذي أصبح مضمونًا أساسيًا في أغلب المشاريع المقترحة، والتي كانت جزءًا من التمويل الرئيسي للمعهد، ومن الأمثلة الحيّة: الشروط التي وضعت في مشاريع الاتحاد الأوروبي والتي تعتبر مجحفة لمبادئ التمويل، والتي تجرّم النضال الفلسطيني، حيث كان موقف المعهد الرفض لمثل هذه الشروط ككثير من المؤسسات الفلسطينية، وهذا بدوره شكّل تحديًّا ماليًّا كبيرًا خاصة أنّ دولاً مهمة أُخرى من دول الاتحاد الأوروبي اعتمدت نفس الشروط، ومنها السويد التي تعد داعمًا مهمًا للثقافة الفلسطينية.

 وفي ظل هذه الأزمة التي شكلت نقلة نوعية في الأفق التمويلية جاءت جائحة "كورونا" التي كانت سببًا آخر في التحديات المالية التي أثرت على المؤسسات التعليمية والثقافية، ومن الجدير ذكره هنا أيضًا مداهمة الاحتلال للمعهد، والاعتقالات التي كانت محاولة لإضعاف عزيمتنا وضرب العمل الفني الثقافي الوطني الذي يقوم به المعهد في فلسطين بشكل عام والقدس بشكل خاص.
وبالرغم من ذلك حقق المعهد نجاحًا باستمراريته تجاه واجبه التعليمي مع طلابه بنسب معقولة مقارنة مع الوضع التعليمي بشكل عام، متخذًا التدابير الإجرائية كافة، والبروتوكول العالمي المنصوص عليه من قبل وزارة الصحة، حيث كانت هناك إنجازات كبيرة ومبادرات موسيقية مبدعة، فشهدنا إنتاجات موسيقية تم تسجيلها ونشرها في ظل الحجر الصحي، وشهدنا نماذج تعليمية خلّاقة ومثابرة من قبل طواقم المعهد، وتم استعمال برامج موسيقية نموذجية ساعدت الطلبة على دراسة الموسيقى وممارستها بشكل أفضل.

يذكر هنا أن عملية التخطيط للعروض المميزة التي اعتاد عليها الجمهور لم تتوقف، حيث إننا في صدد تنفيذ مسابقة فلسطين الوطنية للموسيقى، كما استمر المعهد بإطلاق فرق موسيقية جديدة، ومنها فرقة "المذهبجية" التي تختص بغناء الموشحات في القدس، وفرقة "رام" التي تختص بالموسيقى الآلاتية العربية في معهد رام الله.

ونختم بما سيشهده المعهد في الصيف المقبل، وهو ميلاد جديد لأوركسترا الموسيقى العربية للشباب، وهي مبادرة مبدعة وخلّاقة لتشكيل موسيقى عربية من نوع جديد، ستمثل إضافة نوعية على المشهديْن الثقافييْن الفلسطيني والعربي.