رسالة من رئيسة مجلس مشرفي المعهد - السيدة ريما ترزي

افتتاح العام الأكاديمي الجديد 2020 - 2021

تحياتي الحارة لكم ايها الأصدقاء الأعزاء،

أكتب إليكم اليوم راجية أن تكونوا بخير في هذه الأيام التي يرزح به عالمنا تحت وطأة وباء يهدد سلامة البشرية بأسرها ويكاد يشل معظم مرافق الحياة في كل بقعة من الأرض. أما نحن في فلسطين فقلوبنا مثقلة بالهموم التي تواجه شعبنا من كل جانب، والعقبات الكأداء التي تعترض حياتنا كل يوم، إلا أن كل ذلك لم يثن شعبنا عن التسامي فوق الهموم والتصدي لتلك العقبات بكافة السبل التي من شأنها تثبيت أقدامه على أرضه والحفاظ على سلامة مجتمعه والتشبث بحقوقه الوطنية والإبقاء على شعلة الآمل متقدة في صدور أبنائه.
ومن هذا المنطلق وإيماناً من مؤسساتنا الثقافية بأن الثقافة هي الحصن المنيع أمام كل محاولات طمس هويتنا وجرنا إلى مستنقع اليأس، فقد استمرت بنشاطاتها أثناء هذه الظروف الصعبة بوسائل مبتكرة لتأخذ دورها الحيوي في التصدي لتلك الظروف. وقد كان للمعهد دور طليعي في هذه المرحلة، فقد استمر في تقديم برامجه التعليمية في جميع فروعه بالأساليب الخلاقة وذلك بجهود أساتذته المبدعين وبمساندة طاقمه الإداري الكفؤ، كما تمكن من إنهاء العام الدراسي بعزيمة وإصرار وإصدار تسجيلات رائعة لعدد من فروعه وفرقه انتشرت على مستوى واسع. وقد عززت هذه الأعمال قناعتنا بأهمية دور الموسيقى في حياة الإنسان وذلك بسبب قدرتها الهائلة على تخطي الحدود الجغرافية والزمنية، والتواصل بين الشعوب وبين فئات الشعب الواحد، هذا إضافة إلى دورها التربوي المميز، حيث أن الموسيقى تساهم إلى حد بعيد في الترفيه عن الأطفال وتمكينهم من التعبير عن أنفسهم والتفريغ عن معاناتهم بوسائل جميلة،كما أنها تعزز لديهم الانضباط والإصغاء والتعاون والدقة في العمل، فكل هذه الخصال مجتمعة انعكست في عروضهم الرائعة التي جالت بها في بلدان العالم، أوركسترات المعهد وفرقه الشرقية وجوقاته الغنائية.
وفي هذه المناسبة التي نستقبل بها العام الجديد، أود أن أتقدم بشكري العميق إليكم أيها الأصدقاء لدعمكم المستمر للمعهد ولإيمانكم برسالته النبيلة التي ظلت النبراس الذي أضاء مسيرته منذ نشأته عام 1993 والذي سارت عليه طواقمه الأكاديمية والإدارية المتعاقبة بثبات وتفان وحكمة طيلة هذه السنوات. كما أود التقدم بالتقدير العميق لأسرة المعهد كافة ولأهالي الطلبة الذين اجتازوا مع أبنائهم هذه المرحلة بالتعاون والصبر، وأخص بالذكر هؤلاء الأساتذة والإداريين الذين غادروا المعهد هذا العام بعد سنوات من التفاني في العمل والإبداع فإليهم تمنياتنا الحارة بالتوفيق والنجاح في كل ما يقومون به.
وفي الختام لا يسعني إلا أن أستذكر معكم عضو مجلس المشرفين الأستاذ اللامع والمؤلف الملهم رمزي ريحان الذي رحل عنا هذا العام بعد مسيرة تربوية طويلة في جامعة بيرزيت وفي فلسطين بشكل عام، والذي أغنى مسيرة المعهد بحكمته وبخبرته الواسعة لسنوات عدة.
مع تمنياتي الحارة بأن تجتازوا هذه المرحلة الدقيقة وأنتم بوافر الصحة والعافية.