التعليم عن بعد وأزمة كورونا

لاحقاً للمستجدّات المحليّة والعالميّة المتسارعة وغير المسبوقة بسبب جائحة (كوفيد 19) وفرض حالة الطوارئ، والتي أدّت الى توقّف شبه تام للحياة في فلسطين؛ إلّا أنّ معهد إدوارد سعيد الوطني للموسيقى ومن أجل الحفاظ على العملية التعليمية، اعتمد أسلوب التعليم عن بعد عبر الوسائط الإلكترونية، الأمر الذي مكّن مئات من طلبته في القدس وغزة وبيت لحم ورام الله ونابلس، من الاستمرار في تعلم الموسيقى في هذا الظرف الصعب.
كما وبادر عدد من أساتذة المعهد بتسجيل ونشر مقطوعات موسيقية مثل "موسيقى من تحت الحجر" للأستاذ تامر ساحوري رئيس قسم الموسيقى العربية، والتي دعا فيها طلبة وأساتذة المعهد والموسيقيين من كافة أنحاء العالم لتقديم مقطوعات موسيقية من البيت، فاستجاب لهذه المبادرة أكثر من أربعين موسيقياً.
كما قدّم مجموعةٌ من الموسيقيّين من داخل فلسطين وخارجها مقطوعة موسيقية بعنوان "يا دار"، من تلحين الأستاذ أحمد الخطيب، وبدعوة من الأستاذ أنس النجار المشرف الأكاديمي للمعهد في غزة، والتي كان لها صدىً لدى الكثير من الموسيقيين الشباب. 
وشارك كذلك طلاب المعهد من أعمار ومستويات أكاديمية مختلفة ومن جميع فروع المعهد بمعزوفات موسيقية شرقية وغربية من منازلهم، استجابة لطلب أساتذتهم بتصوير فيديوهات من أجل تشجيع أبناء فلسطين الالتزام ببيوتهم وتطبيق إجراءات منظّمة الصحّة العالميّة. 
من جانب آخر، اضطر المعهد لإلغاء العديد من برامجه الحيوية مثل برنامج التعليم الخارجي والجوقات في المدارس، وإلغاء مساقات مثل الجوقات والتعليم الجماعي في برنامج التعليم النظامي، وأنشطة رئيسية مثل جائزة فلسطين الوطنية للموسيقى التي تعتبر من أهم برامج المعهد، وكذلك مهرجان الياسمين المتخصص بالموسيقى الكلاسيكية والجاز. وتم  إلغاء العديد من العروض والحفلات الموسيقية التي كان ينوي المعهد تنظيمها في القدس ورام الله وبيت لحم ونابلس وغزة.  
ومع حلول شهر رمضان تتقدم أسرة معهد إدوارد سعيد الوطني للموسيقى بالتهنئة من الشعب الفلسطيني والعربي، آملين أن يحمل معه الخير والبركة، وأن تجتاز الإنسانية هذه المحنة الصعبة.